أخر الاخبار

الاثنين، 15 أبريل 2013

إلغاء صندوق المقاصة حرب معلنة على االقدرة الشرائية لأغلبية المغاربة احسين اكنار

إلغاء صندوق المقاصة حرب معلنة على االقدرة الشرائية لأغلبية المغاربة
لقد قطعت الدولة المغربية ، دولة الطبقة السائدة ، أشواطا كبيرة في تطبيق سياسة التقويم الهيكلي ، التي فرضتها الدوائر المالية الامبريالية ، بنك النقد الدولي والبنك العالمي ، على المغرب منذ ثمانينات القرن الماضي . لكن كل ما انجزته الحكومات السابقة، من تطبيق لتلك السياسة، لم يقنع تلك الدوائر، التي تطالب على الدوام بتسريع وثيرة الإصلاحات التي تقترحها ، أو تفرضها حقيقة ،وبالخصوص في موضوعين أساسيين ، وهما صندوق المقاصة ونظام التقاعد.
بخصوص الموضوع الأول ، فالمؤسسات المالية الدولية المقرضة ، وحتى تضمن انتظام أداء المغرب لأقساط ديونه ، توصي هذه الأخيرة الدولة المغربية بالتخلص من جل النفقات العمومية ، وبالخصوص النفقات الموجهة للدعم العمومي ، ومن ضمنها نفقات صندوق المقاصة لدعم المواد الأساسية ، وهو أمر يحتم على تلك الدولة التخلص من ذلك الصندوق بشكل نهائي . فإذا كانت الحكومات السابقة ، التي تحركها مصالح نظام الاستبداد والإفساد المتحكم في مفاصل الدولة ، قد اتبعت سياسة التدريج في القضاء على ذلك الصندوق ، فان عملية الإلغاء الكامل لهذا الأخير بقيت معلقة ، إذ كان من المفترض أن يتم ذلك الإلغاء منذ سنة 2008 ، السنة التي صدر فيها قانون يتعلق بتحرير الأسعار، الذي ينص على إلغاء صندوق المقاصة . لماذا هذا التأخير ؟ هل يتعلق الأمر بتأخير في الإجراءات القانونية ، آم أن الأمر يتعلق بالتوجس والخوف اللذان تثيرهما عملية الإلغاء تلك ، واحتمال أن تفجر الأوضاع ؟ هذا التأخير المتعمد ، من الغباؤة الاعتقاد إن يكون سببه المساطر الإدارية ،أو ما شابه ، بل المبرر الحقيقي لذلك التأخير هو التوجس والخوف من رد فعل جماهيري اتجاه ذلك الإلغاء . فالمبررات التي تقدمها الحكومة الحالية ، كما سابقتها ، لاقناع الرأي العام الوطني بعملية الإلغاء تلك ، هي مبررات واهية ، خصوصا وان ما لا يقبله المسئولون بخصوص هذا الموضوع ، هو استفادة الميسورين المغاربة منه ، وكان هؤلاء المسئولين حريصين كل الحرص على مصالح الجماهير الشعبية المغربية الفقيرة . وبالفعل، وحسب دراسة تحليلية لهذا الصندوق، فان المغربي الميسور يستفيد من هذا الصندوق ما قيمته 300 درهما ، في حين لا يستفيد المغربي الفقير سوى من 150 درهما . لكن إذا تعمقنا في مضمون تلك الاستفادة ، فان قيمة 300 درهم بالنسبة للميسور لا تشكل أي شيء أخذا بعين الاعتبار مدخوله ، بينما 150 درهم التي يستفيد منها المغربي الفقير تشكل جزءا مهما من مدا خيل المغاربة الفقراء ، الذين يتقاض اغلبهم أجورا هزيلة ، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار معطى كون الميسورين المغاربة لا يشكلون إلا قلة قليلة ، مقابل الجيش العرمرم ، الذي يعيش اغلبه بالحد الأدنى من الأجور ،أو يزيد بقليل .
أما البديل الذي تقترحه الحكومة ، فهو بمثابة ما يجري في مجال الصحة، بخصوص كذبة التغذية الصحية الاجبارية ، بحيث خصص للفقراء المعوزين ، الذين لا دخل لهم ، نظام المساعدة الطبية ليتكفل بهم ، على الأقل نظريا . خلق صندوق بديل عن صندوق المقاصة هو إجراء يدخل في باب الصدقة والإحسان ، وهو بالطبع سيكون موجها ، نظريا كذلك ، للفئات الأكثر فقرا وعوزا .



احسين اكنار










مواضيع مشابهة :

جميع الحقوق محفوظة : عاجل بوست المغرب © 2013